Wednesday 1 February 2012

أبى و أمى

أمى و أبى . .
أمى تتبع برج الميزان النظامى المنظم المحافظ الكلاسيكى عاشق النظافة و الترتيب
أبى يتبع برج الحوت الغير نظامى الطيب العفوى التلقائى المحسن لجميع الناس
أنا فى الشكل أشبه أمى ، و فى الروح أشبه أبى . .
أشبه أمى و أخوالى و كل عائلة أمى أتبعهم فى الشكل و ربما بعض الطباع
و أشبه أبى فى البساطة و المشاعر و الحب . .
كان سلوكى مع أمى هو محاربة كل نظام أرادته لى إبتداء من سن التاسعة أو العاشرة
فكل ما طلبته منى كنت أكسره و أفعل عكسه !! حتى غسل أسنانى قبل النوم !!
كنت رافض للتعليمات و التوجيهات بدرجة كبيرة و عنيدة !! كنت أتظاهر مثلا بأنى أغسل أسنانى فى الحمام و لكنى كنت لا أفعل عنادا و غيظا !!
ربما كان السبب هو طبيعتى ، و ليس السبب خطأ من أمى فى توجيهى !!
السبب كان طبيعة مريخية بدأت عندى من سن السابعة و بدأت تظهر فى العاشرة و ما بعدها بقوة و ضراوة و سطوة . . !!
أما الذى وافق طبيعتى فهو أبى . .
الذى كان عندما يشعر أن هناك أمر لا يعجبنى فيتركنى لشأنى . .
لقد كان هناك خلافا حقيقيا بين أبى و أمى فيما يخصنى أنا تحديدا !!
أمى تريد النظام و الطاعة ، و أبى يحب لدرجة تركى أفعل ما أريد . .
و لقد إنتبه ثروت الصغير إلى هذه المعادلة مبكرا جدا . . و لعب عليها !!
فزاد التمرد و زادت المواجهات و زاد العناد . .
كنت أسمع دائما حوارهما عنى :
تقول أمى: يا أحمد لا توافق له على كل ما يريد !!
و يقول أبى: سيبيه ياسعاد براحته !!
أمى كانت على صواب طبعا ، و أبى كان يحب فقط !! فقط حب !!
و الحب وحده لا يكفى يا حبيب العمر !!  ربما هذا إسم فيلم !!
نعم الحب وحده لا يكفى أن يجنبك المشاكل و الأخطاء فلابد من عقل تعلم من الدنيا ماهى الدنيا و ما الذى يحدث فيها . . !؟
أمى كانت تعلم بفطرتها و ربما بتربيتها ما يحدث فى الدنيا كوعى كانت تملكه . .
و أبى لم يكن يملك ذلك الوعى . . كان كأنه طفلا آخر بجانب إبنه الطفل !!
كان حبا خالصا ، لذلك أخذ قلبى كله ، و لم تأخذ منه أمى إلا القليل !!
فأنا أتذكر حضن أبى و لا أتذكر حضن أمى !! فعـــلا !!
كان أبى يأخذنى فى حضنه أوقاتا كثيرة حتى وهو نائم . .
و لا اذكر أن أمى أخذتنى فى حضنها أبدا . . حتى أنها لم ترضعنى !!
فقد قررت أمى أن (الببيرونة) أفضل لى !!
ربما كانت تحافظ على جمال و نظام و تناسق صدرها !!
حتى أنى أتذكر جيدا أنى كنت أتناول الببيرونة ممسكا بها بالفانلة !!
لأنها كانت دائما ساخنة !! فلا أستطيع إمساكها بيدى !!؟
كنت أمسكها بالفانلة و اشربها كلها بمزاج !!
كيف أتت لى هذه الفكرة و أنا ربما كنت بعمر الثانية !!؟
يبدو أن عندى دائما تصرف وقت الأزمة !! كويس الحمد لله !!
.
.
.
غدا أكمل لكم باقى الحكاية فهى طويلة راسخة فى عقلى و قلبى . .
ثـــــــــــــــــــــروت 7:46 ص الخميس 2/2/2012
--------------------------------------------------------------- 





Tree . . الشجرة


وقت الغذاء أسرعت و أخذت غذائى من جدتى و هى مازالت فى المطبخ
ثم تسللت خفية إلى حديقة الفيلا من أحد الأبواب الخلفية . . أمسكت صحن الطعام بيد و باليد الأخرى تسلقت الشجرة . . شجرة المانجو فى وسط الحديقة
حتى لاقيت فرعا كنت أعرفه سابقا ، قويا و ممدودا و يسمح لى بالجلوس عليه
جلست و بدأت أتناول الطعام و أنا فى سعادة غامرة لا أستطيع وصفها !!
هل كنت سعيدا بسبب أنى أجلس فوق و الأرض تحتى !؟
هل كنت سعيدا لأنى فعلت أمرا غير عاديا !؟
أم هل كانت سعادتى أنى أجلس بين الهواء و الشجر بين السماء و الأرض
كنت سعيدا جدا . . أنظر يمينا و شمالا و فوق و تحت و آكل بشهية و فرحة
حتى أنهيت تناول طعامى . . جلست و لم أنزل ، ربما وددت لو نمت على فرع شجرة المانجو ، أو يكون لى بيتا معلقا بين السماء و الأرض على شجرة

ثم تكرر ذلك الأمر الجميل مرات و مرات فى أيام أخرى
إن تلك الفيلا و هذه الحديقة تأتى فى أحلامى دائما حتى الآن . .
كل عدة أشهر لابد أن أراها فى أحلامى فى أى موضوع قديم أو حديث أراها
فى روحى شيئ ما معلقا بها . . سنين و سنين لا يزول . .
.
.
.