Sunday 25 March 2012

أخاف من الترف لقول الله: "إنهم كانوا مترفين" !؟


اللهم إهدنى صواب الأمر فى كل أمر
فأنا لا أعلم و أنت تعلم . . و أنا لا أريد أن أضل
أريد وجهك و أريد الحق
آميـــن
.
.
إنى أخاف من الترف و أخاف أن أكون من المترفين
لقول الله: " إنهم كانوا مترفين"  و قوله: "كانوا فى أهلهم مسرورين" !؟
.
.
ما أتاك من الخير ليس حقا لك . . بل هو نعمة من الله
و ما أتاك من خيرات و متعة و تمتع فهو ليس حقا لك بل ربما كان حقا عليك !؟
إنه متعة من متاع الدنيا كما وصفها الله فى القرآن
لذلك فأنا أخاف عندما تأتينى متعة من متع الدنيا
و أخاف أكثر أن أكون من المترفين . . و الحمد لله أنى لست منهم
فكل شيئ إقتنيته أحبه و لى فيه حاجة و إستخدام
و الأهم من كل ذلك أنى أعلم أنه نعمة من الله و ليس من فضلى
كل مافى بيتى بسيط لكن أفكارى تجعل منه شيئا براقا و جميلا و غاليا
فأنا لا أحب شراء ماهو غالى الثمن و أتباهى بإقتناءه لأنه غالى الثمن !!؟
كما يفعل المترفين . . فأنا لست منهم و لا أحب
و إن لم يكن معى ثمن الشيئ الذى أحبه فإنه لا يخطر على بالى مطلقا !؟
لا أتمناه و لا أحلم به و لا أنتظره . . !؟
لأننى دائما مستغرقا فى الوقت و الساعة التى أكون فيها
مستمتعا بما فى يدى و ما هو عندى و سعيدا و هانئا بما أنا فيه
و السبب . . أن غير ذلك لا يخطر فى خاطرى
لذلك أنا سعيد و هانئ طول الوقت و فى كل الأحوال
و لقد وهبنى الله موهبة أنى أعرف كيف أستفيد و أستمتع و أستثمر و أسعد بما عندى
فأفكارى تضفى على الشيئ قيمة أعلى و أكبر بكثير من ثمن شراءه
قلت يوما لأحد الأصدقاء
إننى لو دخلت السجن فسوف أعرف كيف أخلق سعادة بما أنا فيه !؟
بأفكارى و بعقلى و من روحى التى هى من الله
.
.
أذكر عندما كنت طالبا فى الرياض بجامعة الرياض بالسعودية بكلية الهندسة
كنت أسكن فى سكن الجامعة ، و كانت الغرفة كبيرة بها ثلاثة أشخاص
و لم يكن لى فيها سوى مكتبى و سريرى
أما مكتبى الملتصق بالحائط فقد تحول بعد شهر و شهور إلى معرض فنى جمالى
جميل و براق من حسن ترتيبه و تنسيقه و ألوانه
و العبارات الصغيرة على أوراق ملصقة على الجدار فوق المكتب
كل ورقة بلون و كل لون منها فيه عبارة و رسم
عن الدنيا و العقل و الفكر و الإنسان و الجمال و الفن و الحب
و على يمين المكتب طفاية سجائر بلون أسود و على شماله راديو صغير شيك
و جميل و رخيص الثمن لكنه مميز !؟
و فى وسط المكتب دفتر ملون أيضا عليه فراشات و زهور . . عليه حب
و فيه حب و منه حب
كان هذا المكتب هو عالمى الممتع . . عالم كامل يسعدنى و يسرنى
و قد أثار إعجاب جميع من فى سكن الجامعة من جميع الأدوار
سعوديون و مصريون و غيرهم
لكنه أيضا أثار غيرة البعض الآخر !!؟ فاشتعل أحدهم و أنا لا أدرى بإشتعاله !!؟
حتى جاء يوما زميل مصرى فى سكن الجامعة من أبناء السلطة فى مصر !؟
فأفسد لى عالمى الصغير فى لحظة حمق منه و غطرسة و غباء !؟
فقمت فى سرعة و تلقائية و جمعت جميع كتبه و أوراقه و حاجاته
و ألقيتها من الشباك . . من شباك الغرفة من الدور السادس !!؟
كان إسمه سيف و كان أبوه هو أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة فى مصر
ثورة 1952 !!؟ 
أما ذلك فقد حدث فى عام 1975 !!؟
ثم تم فصلى من سكن الجامعة لمدة شهر بسبب الإعتداء بالسب و الضرب و التبديد
و تم فصله هو أيضا لمدة شهر
و تم إبلاغ الأمير سلطان بن عبد العزيز بما حدث منى !!؟

عشت هذا الشهر فى ورشة نجار سورى جميل إسمه نبيل و قد كان نبيلا فعلا
ورشة نجارة كبيرة جدا !! و فيها غرفة له و غرف أخرى للعمال
و إقتسمنا غرفته لمدة شهر كامل !!؟ و كانت من أحلى الأيام
لكن غضبى على فساد الناس و تفاهة الناس زاد كثيرا
بل ربما قد بدأ فى تلك الفترة . . !؟   و كان ذلك خيـــرا
.
.
.
لكن لماذا سكنت فى ورشة نجارة مع الصديق السورى !؟
لأننى فى السعودية كنت وحدى و لم يكن معى أهلى مثل كل الدارسين و الطلاب
فقد دخلت كلية الهندسة بأمر ملكى  و بمنحة رسمية من الدولة
من سمو وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز
أعزه الله و رحمه فى الدنيا و الآخرة
و قد أبلغوه بما حدث منى فى سكن الجامعة ، و هو أبلغ إبنة أخته المسؤلة المباشرة عنى !؟
فاتصلت بى الأميرة العنود بنت دليل . . الأميرة دليل بنت عبد العزيز رحمها الله
و قالت لى ماذا فعلت فى الجامعة !!؟
كانت العنود من أجمل ما خلق الله من الناس . . شكلا و رقة و روحا و خلقا و عذوبة
فحكيت لها ما حدث مع هذا المصرى الفاسد المتعجرف و أنى ضربته !؟
قالت العنود أن الأمير سلطان زعلان   وأننى أحرجته بما فعلت !؟
ثم أصلحت لى العنود الجميلة الأمر . . و زالت الأزمة
و لقد أسميت إبنتى فيما بعد على إسم بنت الأميرة العنود . . شروق . . بعد سنين كثيرة !؟
و كان زوج العنود هو الأمير عبد الله بن جلوى رحمه الله . . كان صديقى و حبيبى
و كان يقول عنى :    ثروت هذا ولدنا ماهو مصرى !!؟
لأنى كنت أحب الخروج معه فى رحلات البر بالأيام . . و نبيت فى صحراء الرياض الرائعة
و لأنى لم أكن منافقا مثل أكثر المصريين فى السعودية !! هذا كلامه هو !!؟
و تشاركنا فى أعمال كثيرة على مدى سنوات


أما كيف جاء ذلك الأمر كله و كيف ذهبت إلى السعودية 
فبسبب أن مجموعى فى الثانوية العامة كان قليلا 67% فقط !!؟
و كنت أصر على دخول كلية الهندسة ولا غيرها !!؟
فلم تقبل مصر طالب بـ 67 % فقط لكى يدخل الهندسة . . هندسة إسكندرية
فجاء أمرا ملكيا من السعودية بدخولى الهندسة و بمنحة رسمية و فلوس كمان !!؟
مرتب شهرى 600 ريال من الجامعة لخمس سنوات
و لقد سعى من أجلى ثلاثة أشخاص جعلهم الله فى ظهرى
وجيه أباظة + رشدى أباظة + عبد العزيز حجازى
أما الأول فقد كان محافظ القاهرة وقتها و أحد الضباط الأحرار فى ثورة 1952
و الثانى معروف . . الفنان الممثل الجميل الراقى
و الثالث هو رئيس وزراء مصر فى ذلك الوقت
و أذكر أننى عندما قابلت الأستاذ الفاضل الجميل عبد العزيز حجازى فى القصر الملكى بالرياض
أنه قال لى :  أنا ماقدرش أكسر كلام الحاجة أبدا يا ثروت فهى وصتنى عليك !!؟
أما الحاجة فهى والدته رحمها الله
و الثلاثة كانوا أقرباء الوالد رحمه الله (أولاد خالات) كان يحبهم و يحبونه
فجدتى أم أبى هى فاطمة أباظة فرع تركى آخر غير فرع أمى التركى أيضا !!؟

لكن النجار السورى أكرمنى و صادقنى
و فضلت أن أبقى عنده فى ورشة النجارة مختفيا و لا يعلم الناس عنى شيئا
و فى ذلك الوقت كتبت كثيرا كثيرا و كان الفلاسفة و كتاباتهم أصحابى !؟
و تلك قصة أخرى !؟
.
.
.
تحياتى
ثـــــــــــــــروت محجوب - 12ظ - 8 م  الأحد 25/3/2012
====================================
=========================
=============






Saturday 24 March 2012

Wednesday 1 February 2012

أبى و أمى

أمى و أبى . .
أمى تتبع برج الميزان النظامى المنظم المحافظ الكلاسيكى عاشق النظافة و الترتيب
أبى يتبع برج الحوت الغير نظامى الطيب العفوى التلقائى المحسن لجميع الناس
أنا فى الشكل أشبه أمى ، و فى الروح أشبه أبى . .
أشبه أمى و أخوالى و كل عائلة أمى أتبعهم فى الشكل و ربما بعض الطباع
و أشبه أبى فى البساطة و المشاعر و الحب . .
كان سلوكى مع أمى هو محاربة كل نظام أرادته لى إبتداء من سن التاسعة أو العاشرة
فكل ما طلبته منى كنت أكسره و أفعل عكسه !! حتى غسل أسنانى قبل النوم !!
كنت رافض للتعليمات و التوجيهات بدرجة كبيرة و عنيدة !! كنت أتظاهر مثلا بأنى أغسل أسنانى فى الحمام و لكنى كنت لا أفعل عنادا و غيظا !!
ربما كان السبب هو طبيعتى ، و ليس السبب خطأ من أمى فى توجيهى !!
السبب كان طبيعة مريخية بدأت عندى من سن السابعة و بدأت تظهر فى العاشرة و ما بعدها بقوة و ضراوة و سطوة . . !!
أما الذى وافق طبيعتى فهو أبى . .
الذى كان عندما يشعر أن هناك أمر لا يعجبنى فيتركنى لشأنى . .
لقد كان هناك خلافا حقيقيا بين أبى و أمى فيما يخصنى أنا تحديدا !!
أمى تريد النظام و الطاعة ، و أبى يحب لدرجة تركى أفعل ما أريد . .
و لقد إنتبه ثروت الصغير إلى هذه المعادلة مبكرا جدا . . و لعب عليها !!
فزاد التمرد و زادت المواجهات و زاد العناد . .
كنت أسمع دائما حوارهما عنى :
تقول أمى: يا أحمد لا توافق له على كل ما يريد !!
و يقول أبى: سيبيه ياسعاد براحته !!
أمى كانت على صواب طبعا ، و أبى كان يحب فقط !! فقط حب !!
و الحب وحده لا يكفى يا حبيب العمر !!  ربما هذا إسم فيلم !!
نعم الحب وحده لا يكفى أن يجنبك المشاكل و الأخطاء فلابد من عقل تعلم من الدنيا ماهى الدنيا و ما الذى يحدث فيها . . !؟
أمى كانت تعلم بفطرتها و ربما بتربيتها ما يحدث فى الدنيا كوعى كانت تملكه . .
و أبى لم يكن يملك ذلك الوعى . . كان كأنه طفلا آخر بجانب إبنه الطفل !!
كان حبا خالصا ، لذلك أخذ قلبى كله ، و لم تأخذ منه أمى إلا القليل !!
فأنا أتذكر حضن أبى و لا أتذكر حضن أمى !! فعـــلا !!
كان أبى يأخذنى فى حضنه أوقاتا كثيرة حتى وهو نائم . .
و لا اذكر أن أمى أخذتنى فى حضنها أبدا . . حتى أنها لم ترضعنى !!
فقد قررت أمى أن (الببيرونة) أفضل لى !!
ربما كانت تحافظ على جمال و نظام و تناسق صدرها !!
حتى أنى أتذكر جيدا أنى كنت أتناول الببيرونة ممسكا بها بالفانلة !!
لأنها كانت دائما ساخنة !! فلا أستطيع إمساكها بيدى !!؟
كنت أمسكها بالفانلة و اشربها كلها بمزاج !!
كيف أتت لى هذه الفكرة و أنا ربما كنت بعمر الثانية !!؟
يبدو أن عندى دائما تصرف وقت الأزمة !! كويس الحمد لله !!
.
.
.
غدا أكمل لكم باقى الحكاية فهى طويلة راسخة فى عقلى و قلبى . .
ثـــــــــــــــــــــروت 7:46 ص الخميس 2/2/2012
--------------------------------------------------------------- 





Tree . . الشجرة


وقت الغذاء أسرعت و أخذت غذائى من جدتى و هى مازالت فى المطبخ
ثم تسللت خفية إلى حديقة الفيلا من أحد الأبواب الخلفية . . أمسكت صحن الطعام بيد و باليد الأخرى تسلقت الشجرة . . شجرة المانجو فى وسط الحديقة
حتى لاقيت فرعا كنت أعرفه سابقا ، قويا و ممدودا و يسمح لى بالجلوس عليه
جلست و بدأت أتناول الطعام و أنا فى سعادة غامرة لا أستطيع وصفها !!
هل كنت سعيدا بسبب أنى أجلس فوق و الأرض تحتى !؟
هل كنت سعيدا لأنى فعلت أمرا غير عاديا !؟
أم هل كانت سعادتى أنى أجلس بين الهواء و الشجر بين السماء و الأرض
كنت سعيدا جدا . . أنظر يمينا و شمالا و فوق و تحت و آكل بشهية و فرحة
حتى أنهيت تناول طعامى . . جلست و لم أنزل ، ربما وددت لو نمت على فرع شجرة المانجو ، أو يكون لى بيتا معلقا بين السماء و الأرض على شجرة

ثم تكرر ذلك الأمر الجميل مرات و مرات فى أيام أخرى
إن تلك الفيلا و هذه الحديقة تأتى فى أحلامى دائما حتى الآن . .
كل عدة أشهر لابد أن أراها فى أحلامى فى أى موضوع قديم أو حديث أراها
فى روحى شيئ ما معلقا بها . . سنين و سنين لا يزول . .
.
.
.